الثلاثاء، 2 مايو 2017

عنوان الدرس :الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته



عنوان الدرس :الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته 
الأستاذ : علال المديني / المؤسسة : الإمام الشطيبي غفساي /السنة الأولى من التعليم الثانوي التأهيلي

النصوص المؤطرة للدرس :
عن  عائشة - رضي الله عنه قالت -:"ما ضرب رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل اللَّه، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم اللَّه تعالى فينتقم لله تعالى".
المضمون العام :تتحدث عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في معاملته لنسائه وخدمه
يقول أنس - رضي الله عنه -:"لقد خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا؟"
المضمون العام :يخبرنا أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ما نهره قط وما ضربه على شيء .
وعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي  أخرجه الترمذي.
المضمون العام :بيان الحديث الشريف أن خير الناس من يكون خيرهم لأهله.
عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ " قُلْتُ لِعَائِشَةَ : مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ : يَخِيطُ ثَوْبَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ "رواه الإمام البخاري
المضمون العام:تخبرنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يساعد أهله في شؤون البيت كلها .
                                                                                                   التحليل والمناقشة
المحور الثاني :محمد صلى الله عليه وسلم الرسول الإنسان والزوج الصالح في بيته .
1-      محمد صلى الله عليه وسلم الرسول الإنسان
اختار الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم من بين البشر ليكون رسولا  ونبيا،وكان هذا الاصطفاء والاختيار لم اتصف به الرسول الإنسان من قيم وشمائل بوأته مكانة النبوة و وخير الناس أجمعين ومنها :
*   خلق الرحمة :وهذه هي السمة البارزة في حياته  صلى الله عليه وسلم فقد قال عن نفسه "إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ"، وقال عنه ربه سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".
*      العفو والتسامح :فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل الأعلى  خلق العفو التسامح.
*      حسن الجوار
*      اللين والرحمة
2-      النبي صلى الله عليه وسلم في بيته
أ‌-         معاملته لأزواجه : كان صلى الله عليه كريم العشرة مع زوجاته و أهله
كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم الزوجية  تطبيقا عمليا لمقاصد الزواج كما جاء في قوله تعالى {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } [الروم: 21]. فضرب  المثل والقدوة في تعاملاته مع زوجاته، فقد كان يوصي بالمرأة خيرا ويعاملها برفق ومحبة ومن صور علاقته بزوجاته:

*        مساعدتهن في شؤون البيت فقد روي عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت "كان يكون فى مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة"

*        ملاطفتهن واللعب معهن : وقد حكت السيرة النبوية ذلك مثل  ما قالته عائشة رضي الله عنها "سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني. فقال: "هذه بتلك"رواه أحمد

*        مدح نسائه والرفع من معنوياتهن وذلك بالكلمة الطيبة والابتسامة الرائعة والعفو عنهن "إِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ" بل كان يواسيهن عند بكائهن لأي سبب من الأسباب، فيُروى "أن صفية -رضي الله عنها- خرجت مع رسول الله في سفر، فأبطأت في المسير, فاستقبلها رسول الله وهي تبكي, وتقول: حملتني على بعير بطيء. فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها ويسكِّتها."
*        مشاركته لزوجاته  في الرأي والمشورة سواء في شؤون تدبير البيت أو في القضايا العامة للمسلمين كافة مثل أخذه بمشورة زوجه أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية .
*        كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يضرب نسائه قط في حياته ،قالت عائشة رضي الله عنها: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ..."
ب‌-     معاملته لبناته وحفدته:
عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت:" كانت إذا دخلت – فاطمة - عليه قام إليها فأخذها بيده فيقبلها و يجلسها في مجلسه "
 كان يحمل الحسن والحسين على كتفه ويلعب معهما كما ذكر في  رواية أنّ الحسن ابن علي كان يركب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم
كما بين النبي  صلى الله عليه وسلم  أن اللعب مع الأطفال  وتقبيلهم من الرحمة التي تستحق رحمة الله فقد جاء أعرابيٌّ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلونَ الصبيانَ فما نُقبّلهم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أوَ أملك لك أن نَزعَ اللّهُ من قلبِكَ الرحمة)).
ت‌-     معاملته لخدمه :
أما معاملته لخدمه كانت أحسن معاملة كما يحكي ذلك أنس بن مالك الذي قال  : " خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ ، وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي أُفًّا قَطُّ ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ ، لِمَ فَعَلْتَ كَذَا ، وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا "
المحور الثاني :كيف أقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم و أكون خير الناس لأهلي {من تجليات الإيمان وقيمه الإقتداء برسول الله في حسن معاملته لأهله}.
3-      حسن معاملة المسلم لأهله وللناس من حسن إيمانه :
الإسلام دين معاملة و أخلاق حسنة وقد قرن الله تعالى في أكثر من آية بين الإيمان والعمل الصالح ورتب الجزاء على ذلك ،ومن أفضل الأعمال إلى الله حسن معاملة الرجل لأهل بيته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "وبالتالي فالامثال الحقيقي للإيمان يكون بحسن معاملة المؤمن لأهله وذلك بالرحمة والرفق والكلمة الطيبة ،و أن يكون كما كان النبي صلى الله عليه مع أهله لأن ذلك هو السبيل لحماية الأسرة من التفكك والأبناء من التشرد والحياة الزوجية من المشاكل ولتحقيق ذلك لا بد من الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
4-      الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في معاملة المؤمن لأهله
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة و أعظم الناس خلقا وجب على كل مسلم الإقتداء به في معاملته اليومية  وذلك في :
*   معاملته لأهله وأبنائه معاملة حسنة يكون أساسها الود والرحمة والعطف
*   معاملته لخدمه بالرحمة والعدل وعدم تحميلهم أكثر من طاقتهم ،وأداء كل حقوقهم ومعاملتهم معاملة إنسانية تليق بهم .
*   معاملته لجيرانه بآداب واحترام،ومراعاة لحرمة الجار  و أهله واستحضار وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك.          

new-islamik.blogspot.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليقك