الثلاثاء، 11 أبريل 2017

مكون / القسط ،عنوان الدرس - حق الغير :العفة والحياء-



مكون / القسط ،عنوان الدرس - حق الغير :العفة والحياء-

الأستاذ : علال المديني / المؤسسة : الإمام الشطيبي غفساي /السنة الأولى من التعليم الثانوي التأهيلي


أولا:معالجة  نصوص الانطلاق
-النص الأول - قال تعالى :"وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)سورة يوسف.
مضمون النص:يوسف عليه السلام يمتنع عن الاستجابة لمرأة العزيز  التي راودته عن نفسه ،ويستطيع أن يكبح شهواته هيبة وخشية من الله .
مضمون النص :امرأة العزيز تبرئ يوسف عليه السلام من تهمة الفاحشة،وتصف بأنه من الصادقين .
-النص الثالث -  عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ )سنن ابن ماجة  
مضمون النص: يبن الحديث النبوي الشريف مكانة خلق الحياء في الإسلام.
-النص الرابع- قال أَبُو حاتم : إن المرء إذا اشتد حياؤه صان عرضه ، ودفن مساويه ، ونشر محاسنه ، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره ، ومن ذهب سروره هان على الناس ....، ولا دواء لمن لا حياء له ، ولا حياء لمن لا وفاء له ، ولا وفاء لمن لا إخاء له ، ومن قل حياؤه ، صنع مَا شاء ..."
مضمون النص:يتحدث النص عن ثمار خلق الحياء على الفرد والجماعة ،كما يتحدث عن عن مساوء غياب الحياء
التحليل والمناقشة
المحور الأول :العفة مفهومها ،وحقيقتها .
1-         مفهوم العفة . لغة :من عف عن الشيء بمعنى ابتعد عنه واصطلاحا حصول حالة للنفس تمنع صاحبها عن فعل الفواحش فيكف عن كل ما لا يحل من المحارم ويترفع عن كل الفواحش وما لا يحمد من القول والفعل.
2-         حقيقة العفة : { العفة ثمرة مجاهدة النفس }فالعفة خلق عظيم  و مهارة حياة ومناعة فردية وكمال للنفس تمكن  صاحبها من غلبة شهواته ولجم جماح رغباته بنفسه يحكمه وازع داخلي إيماني مثمثل في الخشية من الله وحبه،وليست العفة  كبتا ولا حرمانا للنفس. 
المحور الثاني الحياء ،مفهومه ،حقيقته ومكانته في الإسلام .
1-         مفهوم الحياء وحقيقته :هو انقباض النفس عن القبائح والفزع منها والإقبال على المحاسن ، محبة و هيبة من الله تعالى و إجلالا لنظره وخوفا من التعرض لمقته،فهو حالة حاصلة من امتزاج التعظيم بالمحبة وبلوغ مقام المراقبة.
2-         الفرق بين الحياء والخجل :كثيرا ما يخلط بين خلق الحياء وحالة الخجل ،فالأول انقباض النفس عن القبائح والفواحش خوفا من الله ،بينما الخجل هو مرض نفسي يكون نتيجة شعور بالنقص والضعف يُنتج إحجاما من مواجهة الناس فيمتنع صاحبه عن الفعل سواءً أكان رذيلة أم فضيلة .
3-         أنواع الحياء :ينقسم الحياء إلى قسمين :
الحياء الفطري
الحياء الكسبي
وهو غريزي في الفرد يولد معه ،وهو شعبة من شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ"
يكسبه المسلم من خلال معرفته بجلال الله وعظمة قدرته و جزيل عطائه ،فيولد ذلك في نفسه حياءً من ربه وهذا النوع من الحياء يرتقي بصاحبه إلى مرتبة الإحسان التي نالها سيدنا عثمان بن عفان رضي الله
4-         مكانة الحياء في الإسلام :الحياء خلق عظيم ،فهو خلق الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم "لكل دين خلق ،وخلق الإسلام الحياء"،وهو شعبة من شعب الإيمان وسبيل إلى الجنة وخلق النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :"كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد’ حياءً من العذراء في خِدرها"،والحياء لا يأتي إلا  بخير ...
المحور الثالث :العلاقة بين العفة والحياء
1-      العلاقة بن العفة والحياء { على قدر حياء الفرد تكون العفة.}
العلاقة بين العفة والحياء هي علاقة أصل بفرع ،فالحياء فرع من العفة و دعامة أساسية في تحققها ، فكلما زاد حياء الفرد كلما زادت عفته ،وذلك لأن الحياء هو انقباض النفس عن القبائح والعفة ترجمة عملية لهذا الانقباض بالكف عن الفواحش والقبائح.
2-      ثمار ونتائج العفة والحياء على الفرد والمجتمع .{ العفة والحياء أساس تحصين الفرد والمجتمع .}
*      محبة الله تعالى :يقول تعالى" {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}"
*      الفوز بالجنة والنجاة من النار: لقوله صلى الله عليه وسلم :" ثلاثة لا ترى أعينهم النار عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله"وقوله :"الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة "
*       الشعور بالسعادة والاطمئنان النفسيين :فالابتعاد عن  الفواحش والتقرب لله تعالى يشعر المؤمن بحلاوة وسعادة .
*      صيانة العرض والشرف :فمن يعف ويستحي عن فعل الفواحش يصون عرضه وعرض الناس.
*      سلامة النفس والبدن من الأمراض.
*      وقاية المجتمع من كل أسباب الفرقة والعداوة .
*      تحصين الفرد والمجتمع من الرذائل والفواحش وسوء الأخلاق .

امتدادات سلوكية :
*    أتمثل خلق الحياء والعفة في حياتي لأنال الفوز بالجنة والنجاح في الدنيا.
*    أصون نفسي من الوقوع في الفواحش سعيا لرضا ربي وتحقيقا للكمال النفس .
أقتدي بسير الأنبياء {محمد صلى الله عليه وسلم ،ويوسف عليه السلام }والصحابة لتحقيق خلقي العفة والحياء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليقك