الجمعة، 14 أبريل 2017

جديد 2020 :المقطع الرابع من سورة يوسف


الأستاذ : علال المديني / المؤسسة : الإمام الشطيبي غفساي /السنة الأولى من التعليم الثانوي التأهيلي
سورة يوسف من الآية {58} إلى الآية {76}

المضامين الأساسية للمقطع القرآني ..
من الآية 58 إلى الآية 62 :يوسف عليه السلام يعرف إخوته ويقنعهم  استقدام أخيه الشقيق "بنيامن"بعد أن جاؤوا إلى مصر ليكتالوا الطعام.
من الآية 63 إلى الآية 66:أبناء يعقوب عليه السلام ينجحون في إقناع أبيهم بإرسال أخيهم الأصغر "بنيامن "ليزدادوا الكيل ،ويعقوب يذكرهم بتضييعهم ليوسف ويأخذ منهم موثقا من الله .
من الآية 67 إلى 68: توكل يعقوب عليه السلام على الله ووصيته لأبنائه بعدم الدخول من باب واحدة لكي لا يلفتوا الأنظار وذلك خوفا عليهم من مكروه.
من الآية 69 إلى الآية 76:يوسف عليه السلام يخبر أخاه الشقيق بحقيقته ويدبر حيلة إبقائه وذلك بسجنه بعد أن وضع صواع الملك في رحله .

تطور الأحداث في هذا المقطع القرآني "التفسير والمعاني "
 الحدث الأول: لقاء الإخوة : يوسف عليه السلام يعرف إخوته وهم لا يعرفونه :
كان أخر لقاء يوسف عليه السلام بإخوته وهم يرمونه في غيابة الجب، حينها تركوه في قعر البئر يصارع قدره والخوف وظلمة المكان الموحش، وحينها عرفوه بأنه أخوهم ولكن الحقد والحسد أعمى قلوبهم ونزع منهم الرحمة. و لكن اليوم ها هم يقفون أمامه دون أن يعرفوه و هم في أمس الحاجة إلى مساعدته.  قال تعالى :" وهم له منكرون " أي لا يعرفونه لأنه ما كان يخطر على بالهم أن يصل يوسف لهذا المقام
يوسف عليه السلام أمينُ خزائنَ مصرَ عرف إخوتهُ الذين كادوا له وأوقعوه في الجب ولم يحركه الانتقام بل أكرمهم وأحسن ضيافتهم دون أن يخبرهم بنفسه، ويقنعهم على استقدام أخيهم بنيامن إلى مصر في المرة القادمة وإلا لا كيل لهم بعد اليوم.
الحدث الثاني "الإخوة يحصلون على مرادهم من المؤونة ويسعون لإقناع يعقوب السماح بذهاب  أخيهم الصغير معهم إلى مصر
عاد الإخوة إلى أبيهم والفرحة بادية على وجوههم بعد أن نالوا مرادهم وزيادة، وكل همهم أن يُقنعوا يعقوب بالسماح لبنيامين بالسفر معهم في الرحلة القادمة وإن كانوا يعرفون أن ذلك شبه مستحيل بعد أن فرطوا سابقا في أخيهم يوسف ، وذاك ما حصل فبعد عودة الإخوة وإخبار أبيهم بشرط عزيز مصر إن هم عادوا ثانية لشراء ما يحتجون فلا بد من حضور بنيامين ، وهم يطمئنون الأب بحفظه " يا أبنا منع منا الكيل" يعني في المرة القادمة" فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحفظون  " ولكن الأب المكلوم في يوسف سبق وأن وعده الأبناء بحفظ أخيهم "أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحفظون" ولكن لم يفعلوا بل ضيعوا يوسف، "وهل آمنُكُمْ عليه كما أَمِنْتُكُمْ على أخيه من قبلُ"،
يوسف عليه السلام وضع امتناع الأب في الاعتبار قبل خروج الإخوة، فطلب من غلامه أن يُرْجع بضاعتهم التي جاؤا  بها ليشتروا مؤونتهم، حتى يقنعوا الأب بكرم العزيز  و احتياطا من ألا يجدوا بضاعة للشراء بها ثانية  
 الحدث الثالث :يعقوب عليه السلام يأخذ بالأسباب ويتوكل على الله{ أخذ العهد  من الأبناء ونصيحتهم بعدم الدخول من باب واحد أخذا للاحتياطات}
هنا نبي الله يعقوب عليه السلام تحت إصرار أبنائه وما رآه من كرم العزيز يضطر لإرسال ابنه الأصغر معهم لكي ينقذ أهله من الجوع ويزدادَ الكيلَ كما وعَدَهُمْ أمين خزائنِ  مصر "يوسف عليه السلام " ولحكمة يعلمها الله...
 لكن هذه المرة لابد من أخذ الاحتياطات اللازمة والضمات الكافية لحماية ابنه الصغير من أن يصيبه مكروه فأخذ عهدا وموثقا من الأبناء على أن يحاطوا بأخيهم الصغير ولا يفرطوا فيها أبدا ولا عذر لهم كما فعلوا مع يوسف.
ولزيادة الاحتياطات نصح الأبناء عند الوصول إلى مصر، الدخول من أبواب متفرقة لحكمة يعلمها يعقوب، وفسرها العلماء بخوف يعقوب على أبنائه من "العين" خاصة وأنهم أخذوا نصيبا من الجمال والبهاء، وقد يكون في الأمر احتياطا من إثارة انتباه اللصوص.
الحدث الرابع :يوسف عليه السلام ينجح في حيلته ويخبر أخاه بنفسه :
ويدخل الإخوة وهم محاطون ببنيامين إلى مصر ويستضيفهم "عزيزها" فينفرد بأخيه الشقيق ويبشره بحقيقته أنه أخوه يوسف ولم يعد من داعي لليأس والتأسف على ما فعلوه، وأنه حان وقت جمع الأسرة من جديد لكن لابد من حيلة " مكيدة"
بعد كيدهم له والذي كان منبعه الحقد والحسد ونتيجته غياهب الجب والرق، ها هو يوسف عليه السلام يكيد "من الحيلة " لإخوته لكن كيده منبعه الحب والرحمة ونتيجته بقاء أخيه معه ليكون مفتاحا لجمع شمل أسرة يعقوب ثانية ،فيأمر خدمه بجعل السقاية أو الصواع في رحل أخيه " وهو إناء من فضة أو من ذهب كان يشرب فيه الملك، واستعمل كذل في الكيل والوزن للناس" فيؤذن مؤذن متهما إياهم بالسرقة وأن من يدل على الصواع على مكافأة حمل بعير لكن الإخوة يرفضون الاتهام وهم مطمئنون إلى حالهم "لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين" فيفتش يوسف عليه السلام في أوعية إخوته غير الشقيق  ليجده في الأخير في وعاء أخيه الشقيق "بنيامن"حيلة منه ودرءا لأي شبهة قد يُفْهَمُ منها  حِيلَتَهُ.
والغَرض هو الإبقاء على بنيامين معه ليكون درسا بليغا للإخوة، إذا فرطتم في أخيكم الأول يوسف مع سبق الإصرار ها قد أُخِذَ منكم بنيامين وأنتم عاجزون ولا تملكون حيلة لإرجاعه لأبيه الذي أخذ منكم موثقا وعهدا، وليكون سببا لجمع الأسرة مرة أخرى، ولإبقاء بنيامين استدرج يوسف الإخوة لهذا الحكم عندما قال لهم ما جزاء من وجدنا الصواع في رحله، فقالوا جزاؤه في شريعتنا أن يصير عبدا أو خادما للمسروق وطبعا يوسف يعرف ذلك وهذا مراده الذي تحقق بمكيدة لإخوته "وفوق كل ذي علم عليم "
تنتهي أحداث هذا المقطع على وقع اعتقال بنيامين من طرف عزيز مصر، والصدمة المفاجأة تغمر الإخوة والحيرة تملكهم ما العمل وقد أعطينا موثقا لأبينا، وهل سَيَطْلِقُ عزيز مصر صراحَ أخِينا إن أخبرناه حال يعقوب الشيخ المكلوم في ابنه السابق، وهل يقبل أن يأخذ أحدا مكانه، وقد شعر الإخوة في هذه اللحظ ثقل المسؤولية وفداحة التفريط في الأمانة والأخ، هذا ما يجيب عنه الشطر الخامس  
الدروس والعبر ، وأهم القيم والأخلاق .
الدروس والعبر
التمثل في الواقع
القيم والأخلاق
التسامح والعفو من شيم الأنبياء والصالحين .
إكرام الضيف والإحسان إليه خاصة البعيد والعابر السبيل من القيم الإسلامية الرفيعة التي ينبغي الحرص عليها
لا يجوز الاحتكار وبيع السلعة بأكثر من ثمنها، كما لا يجوز منع الناس منها تحت أي مبرر عرقي أو ديني أو جغرافي، فالتضامن يكون مع الناس كافة  
توكل يعقوب عليه السلام على ربه لم يثنيه عن أخذ  المواثيق من أبنائه وتوصيتهم .
وجوب أخذ الاحتياطات اللازمة لكل أمر مهم
خوف الآباء على الأبناء فطرة وغريزة بشرية
جواز تدبير حيلة للإصلاح بين الناس وتحقيق الخير .
وجوب التوكل على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب في كل الأعمال .
أسامح و أعفو  عند المقدرة لنيل محبة الناس والأجر والثواب من الله وللحفاظ على تماسك الأسر والمجتمع.
الحلم ،العفو ،التسامح الكرم ،الإحسان {يوسف عليه السلام .}
الصبر ،التوكل النصيحة ،الحب {يعقوب عليه السلام }

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليقك