الخميس، 13 أبريل 2017

نماذج للتآسي :عثمان بن عفان رضي الله عنه وقوة البذل والحياء


نماذج للتآسي :عثمان بن عفان رضي الله عنه وقوة البذل والحياء

الأستاذ : علال المديني / المؤسسة : الإمام الشطيبي غفساي /السنة الأولى من التعليم الثانوي التأهيلي


أولا نصوص الانطلاق
النص الأول : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ وَقَالَ مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ" رواه الإمام البخاري ،باب مناقب عثمان
المضمون العام :عثمان بن عفان رضي الله عنه قوة البذل والعطاء والإسراع في الإنفاق في سبيل الله
************

النص الثاني : {عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ: أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ} أخرجه الترمذي

المضمون العام :بيانه صلى الله عليه وسلم المعنى الحقيقي للحياء والمتجلي في ترك المعاصي والخوف من الجليل .
************
النص الثالث :وَقَالَتْ عَائِشَةُ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ كَاشِفًا عَنْ فَخْذَيْهِ أَوْ سَاقَيْهِ ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرُ ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَا ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ ، فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمْ تَجْلِسْ لَهُ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ ، فَلَمْ تَهَشَّ لَهُ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ ، قَالَ : " أَلَّا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ ؟ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
المضمون العام :
حياؤه صلى الله عليه وسلم من عثمان بن عفان رضي الله عنه حين دخل عليه دون غيره من الصحابة لما يتميز به هذا الصحابي من خلق الحياء ولاستحياء الملائكة منه .
التحليل والمناقشة :
1-المحور الأول :البذل والعطاء من خصال سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه .
1-      التعريف بالصحابي الجليل عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف يلتقي نسبه بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم في عبد مناف،ولد بالطائف بعد عام الفيل بست سنين، كني أولًا بابنه عبد اللَّه ثم  أبو عمرو،و لقبه ذو النورين لأنه تزوج رقية، وأم كلثوم، ابنتيَّ النبي ـصلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏
 وهو ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنّــة،استشهد رضي الله عنه وهو صائم يقرأ القرآن الكريم ، يوم الجمعة ثمان عشرة ذي الحجة ،سنة خمس وثلاثين هجرية.
2-      مفهوم البذل :
البَذْل : ضد المَنْع و بَذَله يَبْذِله بَذْلاً أي أَعطاه وجادَ به عن طيب نفسه وخاطره ،و يعني كذالك المبالغة في العطاء والسخاء ابتغاء الأجر والثواب  .
3-      مظاهر البذل  والإنفاق في حياة عثمان بن عفان رضي الله عنه 
 
لقد منُ الله تعالى على الصحابي الجليل عثمان بن عفان بالمال الوفير  وبارك له في تجارته فكان كثير الثراء ،وكان كثير البذل والعطاء في كل صنوف الخير والعمل الصالح ومن مظاهر إنفاقه رضي الله عنه :
ومن مظاهر إنفاقه كذلك رضي الله عنه أنه كان يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم ،فجميع ما أعتقه ألفان و أربعمائة رقبة تقريباً
المحور الثاثي :خلق الحياء من خصال عثمان رضي الله عنه{عثمان رجل حيي/أصدقهم حياءً عثمان}
1-      مفهوم الحياء :
الحياء هو خلق يبعث على فعل المحاسن وترك القبائح والفزع منها ،هيبة من الله تعالى و إجلالا لنظره وخوفا من التعرض لمقته .
2-      مظاهر وتجليات حيائه رضي الله عنه .
كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يستحي من الله  ورسوله حق الحياء فاستحق مقام الحياء واستحق أن تستحي منه الملائكة، ويستحي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال صلى الله عليه وسلم : " رحم الله عثمان تستحييه الملائكة " وقال "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة "وقد تعددت مظاهر حياؤه رضي الله عنه والتي منها :
*  الستر :فمن شدة حيائه من ربه كان يضع عليه الثوب وهو في بيته لوحده يغتسل بثوبه ،ما يمنعه من خلعه سوى حياؤه
*  خفض الصوت :فقد كان لشدة حيائه يهاب الكلام و إن كان أحسنهم حديثا وأتمهم منطقا
*  التواضع مع الناس :وهو خليفة للمسلمين و أكثرهم مالا وجاها وزوج بنتي رسول الله ،
*  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
*  اللين في الكلام
ويقول عن نفسه رضي الله عنه موضحًا حياؤه: "ما تغنيت... ولا شربت خمرًا في جاهلية، ولا إسلام، ولا زنيت في جاهلية، ولا إسلام".
امتدادات سلوكية :
*   أتمثل في حياتي اليومية خلق البذل والعطاء تأسيا بسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه .
*   أجتهد في إبداع أساليب العطاء والبذل من مالي وجهدي لتنمية مدينتي وأهل قريتي
*      أتمثل خلق الحياء و أستحضر مراقبة الله ،وأقاوم كل أساليب الإغراء والانحلال الخلقي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اترك تعليقك