التزكية
:الإيمان والعـــــلم
الأستاذ : علال المديني / المؤسسة : الإمام الشطيبي غفساي /السنة الأولى من
التعليم الثانوي التأهيلي
النصوص المؤطرة للدرس
|
المضامين العامة
|
المحاور المؤطرة بالنصوص
|
قال تعالى :"
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ"
|
إكرام
الله تعالى يوسف عليه السلام بالعلم والمعرفة خاصة علم التسيير والتدبير .
|
مكانة
العلم في الإسلام وأهميته
|
قال تعالى
:"قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا
بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي
ۚ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم
بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ "
|
قبول
يوسف عليه السلام تفسير الرؤيا لأن الله تعالى خصه بذلك .
|
علاقة
العلم بالإيمان وأهمية الخوض في مجالات الحياة بالعلم والمعرفة
|
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من سلك
طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة"
|
بيانه
صلى الله عليه وسلم مكانة طالب العلم في الإسلام ، وبيانه أن العلم طريق إلى
الجنة .
|
علاقة
الإيمان بالعلم
|
ثانيا التحليل والمناقشة
المحور الأول :الإيمان : مفهومه ،حقيقته و أثره:
1- مفهوم الإيمان:
لغة التصديق الجزم بالشيء ، و
اصطلاحا هو الإقرار بالقلب والتصديق
باللسان والعمل بالجوارح بكل ما جاء به الإسلام. وأركانه ستة وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر
خيره وشره .
2- حقيقة الإيمان
:
الإيمان صلة العبد بربه وسبيل سعادة الدارين و هدية الله إلى عباده
والإيمان تصديق وعمل وقول،تنعكس حقيقته على كل سلوكات الفرد وتصرفاته، يقول الإمام
الحسن البصري" ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ،ولكن ما وقر في القلب و صدقه
العمل ". وللإيمان آثار وثمرات .
3- آثار وثمرات الإيمان :
حب
الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ،قال صلى الله عليه وسلم :"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ،أن يكون الله ورسوله أحب
إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما
يكره أن يقذف في النار "صحيح البخاري .
الخشية
والخوف من الله :الإيمان يولد في المؤمن خشية من ربه فمن عرف ربه عرف عظمته
واستشعر جلاله وخاف منه .
تحرير
النفس من سيطرة الغير نفس المؤمن محررة من سيطرة الغير وموقنة أن النافع هو الله
وأن الإنسان لن يصيبه إلا ما كتبه الله عليه
الشعور
بالمساندة الإلهية وعزة النفس :فالإيمان يجعل المؤمن عزيز النفس دائم الثقة
بمساندة الله وعونه مما يجعله سعيدا ومطمئناً.
الشعور
بالسعادة والطمأنينية :فالإيمان يولد في نفس المؤمن سعادة وطمأنينة يقول تعلى
"الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ
قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"
المحور الثاني العلم ،مفهومه ومصادره وأهميته وفوائده .
·
مفهوم العلم :
لغة إدراك كنه الشيئ وحقيقته وهو
ضد الجهل ،و اصطلاحا :هو مجموعة من المعارف والمهارات المكتسبة و المتجانسة التي يصل إليها طالب العلم
بالدراسة والبحث وفق منهج علمي واضح في كل حقل من حقول المعرفة مثل الهندسة والطب
والرياضيات والعلوم الشرعية .
·
مصادره :
العلم الصحيح والمعتبر في كل المجالات الحياة ومنها الشريعة والعقيدة
والمعاملات هو ذاك الذي يؤخذ من مصادره ويعتمد على منهج قويم ومن هذه المصادر
العامة :
التجربة
والحواس فالإنسان قد خصه الله بقدرات وحواس قادرة على التجريب والرصد والملاحظة
والشعور وهو ما يسمح لها ببناء تصورات علمية صحيحة .
الوحي
الإلهي :الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله بالكتب ليبين لهم أمور دينهم ويجيب عن
قضايا الوجود والغيب والحياة والحلال والحرام والغاية من هذا الوجود .
·
أهمية وفوائد العلم :
للعلم فوائد جمة ومنافع كبيرة منها :
·
العلم
يقرب العبد أكثر إلى ربه لأن بالعلم نعرف عظمة الله وقدرته على الخلق يقول تعالى " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ
الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ".
·
العلم
سبيل التقدم وازدهار الأمم و مفتاح الريادة والقيادة، وبدونه التخلف والضعف .
·
يحرر
الفرد من آفة الأمية والجهل وينير طريقه نحو المعرفة والكمال .
·
بالعلم
يعبد الله عبادة حقيقية بعيدة عن التنطع والبدع والانحرافات ،فالله لا يعبد بالجهل
.
المحور الثالث :علاقة الإيمان بالعلم .... علاقة تكامل لا تنافر .
1- الإسلام يدعو إلى العلم :
جاء الإسلام وهو يدعو الناس إلى العلم والعمل ، بل
واعتبر طلب العلم عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه يقول صلى الله عليه وسلم "
طلب العلم فريضة على كل مسلم "ولبيان مكانة العلم في الإسلام فقد :
·
دعا
الإسلام إلى التفكر والتدبر والتعقل في أكثر من آية ونبذ التقليد و تغيب العقل .
·
تكرار
مادة العلم في القرآن الكريم في موضع الحث والتشجيع والأمر على طلبه .
·
أول
كلمة في القرآن الكريم نزل بها جبريل عليه
السلام على محمد صلى الله عليه وسلم هي كلمة "اقرأ" بصيغة الأمر المفيد
للوجوب وهي دعوة سارية إلى أمته جميعا .
·
رفع
الله تعالى من مكانة العلم والعلماء فقال في شأنهم :{
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
دَرَجَاتٍ } [ المجادلة
: 11 }
·
نفي
المساواة بين العالم والجاهل فقال تعالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ
لَا يَعْلَمُونَ ۗ}
·
رفع
من مكانة طالب العلم إلى مرتبة المجاهد في سبيل الله وتسخير الله له الملائكة
لحرصه وحمايته .
v فكرة : العلم المقصود به في الإسلام هو كل العلوم التي
تنفع الناس وتصون كرامتهم وتحمي وجودهم و تنفعهم في العمران والاستخلاف وتقربهم
إلى الله تعالى.
2- العلم يرسخ الإيمان ويقويه .
الإسلام يشجع على العلم ويضبط حركته في الاتجاه الصحيح لما فيه خير الناس
،كما أن العلم الصحيح يهدي إلى الإيمان ويقويه ومن تجليات هذه العلاقة التكاملية :
العلم مفتاح قلوب الخاشعين وسبيل العارفين إلى الله .
كلما زاد الإنسان علما كلما زاد معرفة بالله تعالى ،ومعرفة بعظمة خلقه
وبديع صنعه.
العلم يولد الخشية من الله والخوف منه والانقياد لسننه ونوامسه
خلاصة
من كل ما سبق فالعلاقة بين العلم والإيمان هي علاقة تكامل وتجانس فكل منهما يكمل
الأخر ويدعمه فالعلم يرسخ الإيمان ، والإيمان يدعو للعلم والمعرفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق