مكون التزكية /عنوان الدرس:الإيمان والفلـــسفة
الأستاذ :
علال المديني / المؤسسة : الإمام الشطيبي غفساي /السنة الأولى من التعليم
الثانوي التأهيلي
|
النص الأول :
قال تعالى: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ
أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا
أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ
سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا
إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
(40)} [يوسف:39، 40] "سورة يوسف.
المضمون العام : الاستدلال العقلي منهج الأنبياء والقرآن الكريم في إثبات وحدانية الله تعالى ،ودعوة الناس إلى
عبادة الواحد الأحد.
النص الثاني:
"قُلْ
هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ
الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ
أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)"سورة يوسف
المضمون العام : أمره
تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بتبليغ الدعوة باستعمال منهج النظر والحجة والبرهان
للوصول إلى الإيمان والتقوى.
النص الثالث :
"ليس في المعقول الصريح ما يمكن أن يكون مقدما على ما جاءت به الرسل
وذلك لأن الآيات والبراهين دالة على صدق الرسل وأنهم لا يقولون على الله إلا الحق
وأنهم معصومون فيما يبلغونه عن الله من الخبر والطلب لا يجوز أن يستقر في خبرهم عن
الله شيء من الخطأ كما اتفق على ذلك جميع المقرين بالرسل من المسلمين واليهود
والنصارى وغيرهم، فوجب أن جميع ما يخبر به الرسول عن الله صدق وحق لا يجوز أن يكون
في ذلك شيء مناقض لدليل عقلي ولا سمعي فمتي علم المؤمن بالرسول أنه أخبر بشيء من
ذلك جزم جزما قاطعا أنه حق وأنه لا يجوز أن يكون في الباطن بخلاف ما أخبر به وأنه
يمتنع أن يعارضه دليل قطعي ولا عقلي ولا سمعي وأن كل ما ظن أنه عارضه من ذلك فإنما
هو حجج داحضة وشبه من جنس شبه السوفسطائية، وإذا كان العقل العالم بصدق الرسول قد
شهد له بذلك وأنه يمتنع أن يعارض خبره دليل صحيح كان هذا العقل شاهدا بأن كل ما
خالف خبر الرسول فهو باطل فيكون هذا العقل والسمع جميعا شهدا ببطلان العقل المخالف
للسمع"درء العقل والنقل ،لشيخ أحمد بن تيمية .
المضمون العام :احتكام العقل الصحيح والنظر السديد للنقل الصحيح،وأن لا تعارض بين صريح العقل وصحيح
النص.
التحليل والمناقشة :
ü المحور الأول :التفكير الفلسفي ومنهجه .
1- مفهوم التفكير الفلسفي .
الفلسفة تعني "محبة الحكمة " أو "السعي إلى المعرفة " والتفكير
الفلسفي هو مجموع العمليات العقلية التي يقوم بها الفيلسوف
بالاعتماد على التساؤل و الاستدلالات المنطقية والبرهانية والتأملية، مستهدفا حل
مشكلة ما أو تفسير موقف ما أو معالجة قضية راهنة أو قضية وجودية حسب نمط تفكير كل
فيلسوف وظرف إنتاجه .
2-
دور التفكير الفلسفي في تنمية القدرات العقلية وتطوير التفكير .
الفلسفة كمنهج عام في النظر والتأمل فهي فعل يرتبط غالبا بالعقل والتجريد ،وإذا
ما اعتبرنا أنها السعي نحو المعرفة والوصول إلى الحقيقة ،فإن التفكير الفلسفي ومن
خلال الأسئلة الكبرى التي يطرحها والقضايا التي يعالجها فإنه ينمي مهارات العقل في
التفكير والتأمل والتدبر والنقد والوصول
إلى الحقيقة خاصة إذا اهتدى بنور الوحي والنقل الصحيح .
3-
أسس ومرتكزات المنهج الفلسفي .
الفلسفة مناهج ومدارس عدة ومختلفة تصل إلى حد التعارض التام بينها في
المناهج والمقدامات والنهايات ،وإن كانت أغلب مدارسها تتوسل في نمط تفلسفها إلى
النمط اليوناني فإن هناك أنماط أخرى للفلسفة ترى أن لا تعارض بين العقل والوحي
"الإيمان بالغيبيات "، وتعترف بقصور العقل في بالبحث في بعض القضايا
منها الغيبيات .
ومن أسس ومرتكزات المنهج الفلسفي عموما أنها تخضع لمنهج:
ü
التفكير
الكلي :أي البحث في المفاهيم العامة والكلية وليس كأجزاء
فمثلا موضوع الإنسان لا يبحث فيه ككائن بيولوجي و إنما يدرس من حيث مفاهيم
كالكينونة والماهية و الجوهر.
ü
التفكير
التجريدي : ينزع نحو دراسة المفاهيم بشكل مجرد بعيد عن المحسوس
أي المفهوم في كلياته وماهيته
ü
التفكير
النسقي: أي
تنبني على مقدمات عقلية تخضع للتفكير العقلي وتحتكم له ولا تفقد مصداقيتها إلا
أمامه و إن كان ذلك فهذا لا يعني وجود نسق فلسفي واحد وإنما هناك أنساق تصل حد
التعارض لكن المطلوب هو الانسجام بين المنطلقات والنتائج وليس الحقيقة المطلقة
والصدق.
ü
المحور الثاني :الفلسفة والإيمان آية علاقة .
1-
دور المنهج الفلسفي في ترسيخ الإيمان :
يتحدث القرآن الكريم في أكثر من موضع عن العقل وعن أفعاله التي منها التعقل والتفكر
والتأمل والتدبر و غالبا ما يتم ذكر ذلك في موضع الدعوة إلى الإيمان والتقوى
وتوحيد رب العباد يقول تعالى :" ﴿ الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات
والأرض ﴾.،وهو ما يؤكد حقيقة أن المنهج الفلسفي
يمكن أن يكون دعامة أساسية في ترسيخ
الإيمان من خلال إثبات حقائق وقواعد إيمانية جاءت في القرآن الكريم مثل:
قابلية الإيمان للتعقل :فقضايا الدين كلها قابلة للتعقل و الاستدلال العقلي إما بحثا في غياتها
ومقاصدها ،أو عن سر من أسرار منافعها الدنيوية والأخروية .
فطرية الإيمان :معرفة
الله والإيمان به وأسئلة الوجود الكبرى من أنا ؟من خلق الكون؟ ما مصيري ؟كلها
مركوزة في ذات الإنسان يقول تعالى :" ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30)﴾. [ سورة الروم.
تأسيس النظر الملكي على النظر الملكوتي :فالأول عالم الظواهر والأشياء التي يتوصل بها إلى العلم ،والثاني عالم
"الآيات "تعتمد على النظر الأصلي وتدبر الآيات التي توصل إلى الإيمان
فيبنى الأول على الثاني لتحقيق الانسجام والغوص في لب الأشياء والحقائق .
2-
الفلسفة الراشدة والإيمان الصادق أي علاقة ؟
العلاقة بين الفلسفة والدين هي علاقة تكامل وتوافق وذلك لكون :
كل منهما"الفلسفة والدين" يسعيان نحو الحقيقة ،والرقي بالإنسان
نحو الكمال و إعمال نعمة العقل التي كرمه الله بها عن غيره من المخلوقات .
التعلق بالمثل العليا والتشبث بغائية الوجود والبحث غن المعنى لهذا الوجود .
أن الأدلة العقلية الصريحة توافق ما جاءت به الرسل، وأن صريح المعقول لا
يناقض صحيح المنقول، و أن العقل يؤكد حقيقة النقل ويرسخ الإيمان .
ü
امتدادات سلوكية
أستثمر نعمة العقل والتأمل في
تقوية إيماني .
أتمثل قيم العقل ومنهج التفكير الفلسفي في تنمية قدراتي ومهاراتي المعرفية
والمنهجية .
أثق في ديني وقيمه وأومن أنه دين عقل وتأمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق